2927 - حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث فقال مالك .
Y بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني فقال أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى أدخل على عمر فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من أدم فسلمت عليه ثم جلست فقال يا مال إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري قال اقبضه أيها المرء فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون ؟ قال نعم فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا ثم قال هل لك في علي وعباس ؟ قال نعم فأذن لهما فدخلا فسلما فجلسا فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله A من بني النضير فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر قال عمر تيدكم أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله A قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . يريد رسول الله A نفسه ؟ قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله A قد قال ذلك ؟ قالا قد قال ذلك قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد خص رسوله A في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ { وما أفاء الله على رسوله منهم - إلى قوله - قدير } . فكانت هذه خالصة لرسول الله A والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله A ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل رسول الله A بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك ؟ قالوا نعم ثم قال لعلي وعباس أنشدكم بالله هل تعلمان ذلك ؟ قال عمر ثم توفي الله نبيه A فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله A فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله A والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي الله أبا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله A وما عمل فيها أبو بكر والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة وأمركما واحد جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا - يريد عليا - يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما إن رسول الله A قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعتهما إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله A وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها فقلتما ادفعها إلينا فبذلك دفعتها إليكما فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك ؟ قال الرهط نعم ثم أقبل على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك ؟ قالا نعم قال فتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي غير ذلك فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فإني أكفيكماها .
[ ر 2748 ] .
[ ش ( ذكرا ) شيئا منه . ( متع النهار ) ارتفع وطال ارتفاعه وذلك قبل الزوال . ( رمال سرير ) ما ينسج من ورق النخيل ليضطجع عليه . ( أدم ) جلد . ( يا مال ) مرخم يا مالك والترخيم حذف آخر الاسم تخفيفا . ( برضخ ) عطية قليلة غير مقدرة . ( هل لك في عثمان . . ) هل لك إذن فيهم ورغبة في دخولهم . ( تيدكم ) اسم فعل بمعنى اصبروا واتئدوا . ( أنشدكم ) أسألكم . ( هذا الأمر ) هذه المسألة وهي العمل في تركة رسول الله A . ( قرأ ) أي عمر Bه وتتمة الآية { فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير } / الحشر 6 / . ( أفاء ) من الفيء وهو ما يغنمه المسلمون من أعدائهم بدون قتال . ( أوجفتم ) من الإيجاف وهو السير السريع . ( ركاب ) الإبل التي يركب عليها أي فما حصلتموه بالقتال ولكن الله تعالى سلط رسوله عليهم وهزمهم . ( ما احتازها دونكم ) ما جمعها واستأثر بها وحده بل كان لكم منها نصيب . ( استأثر ) استبد وتخصص . ( بثها فيكم ) فرقها عليكم . ( هذا المال ) الذي هو نصيب رسول الله A . ( ولي ) وصيه الذي يتولى أموره من بعده . ( بار ) محسن صادق وفي من البر وهو الإحسان . ( فتلتمسان ) تطلبان ]