6503 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي حدثنا الحجاج بن أبي عثمان حدثني أبو رجاء من آل أبي قلابة حدثني أبو قلابة .
Y أن عمر بن عبد العزيز أبرز سريره يوما للناس ثم أذن لهم فدخلوا فقال ما تقولون في القسامة ؟ قال نقول القسامة القود بها حق وقد أقادت بها الخلفاء . قال لي ما تقول يا أبا قلابة ؟ ونصبني للناس فقلت يا أمير المؤمنين عندك رؤوس الأجناد وأشراف العرب أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل محصن بدمشق أنه قد زنى ولم يروه أكنت ترجمه ؟ قال لا . قلت أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بحمص أنه سرق أكنت تقطعه ولم يروه ؟ قال لا قلت فوالله ما قتل رسول الله A أحدا قط إلا في إحدى ثلاث خصال رجل قتل بجريرة نفسه فقتل أو رجل زنى بعد إحصان أو رجل حارب الله ورسوله وارتد عن الإسلام . فقال القوم أو ليس قد حدث أنس بن مالك أن رسول الله A قطع في السرق وسمر الأعين ثم نبذهم في الشمس ؟ فقلت أنا أحدثكم حديث أنس حدثني أنس أن نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله A فبايعوه على الإسلام فاستوخموا الأرض فسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول الله A قال ( أفلا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من ألبانها وأبوالها ) . قالوا بلى فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا فقتلوا راعي رسول الله A وأطردوا النعم فبلغ ذلك رسول الله A فأرسل في آثارهم فأدركوا فجيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ثم نبذهم في الشمس حتى ماتوا قلت وأي شيء اشتد مما صنع هؤلاء ارتدوا عن الإسلام وقتلوا وسرقوا .
فقال عنبسة بن سعيد والله إن سمعت كاليوم قط فقلت أترد علي حديثي يا عنبسة ؟ قال لا ولكن جئت بالحديث على وجهه والله لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهرهم قلت وقد كان في هذا سنة من رسول الله A دخل عليه نفر من الأنصار فتحدثوا عنده فخرج رجل منهم بين أيديهم فقتل فخرجوا بعده فإذا هم بصاحبهم يتشحط في الدم فرجعوا إلى رسول الله A فقالوا يا رسول الله صاحبنا كان تحدث معنا فخرج بين أيدينا فإذا نحن به يتشحط في الدم فخرج رسول الله A فقال ( بمن تظنون أو ترون قتله ) . قالوا نرى أن اليهود قتلته . فأرسل إلى اليهود فدعاهم فقال ( آنتم قتلتم هذا ) . قالوا لا قال ( أترضون نفل خمسين من اليهود ما قتلوه ) . قالوا ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ثم ينتفلون قال ( أفتستحقون الدية بأيمان خمسين منكم ) . قالوا ما كنا لنحلف فوداه من عنده قلت وقد كانت هذيل خلعوا خليعا لهم في الجاهلية فطرق أهل بيت من اليمن بالبطحاء فانتبه له رجل منهم فحذفه بالسيف فقتله فجاءت هذيل فأخذوا اليماني فرفعوه إلى عمر بالموسم وقالوا قتل صاحبنا فقال إنهم قد خلعوه فقال يقسم خمسون من هذيل ما خلعوه قال فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلا وقدم رجل منهم من الشأم فسألوه أن يقسم فافتدى يمينه منهم بألف درهم فأدخلوا مكانه رجل آخر فدفعه إلى أخي المقتول فقرنت يده بيده قالوا فانطلقنا والخمسون الذين أقسموا حتى إذا كانوا بنخلة أخذتهم السماء فدخلوا في غار في الجبل فانهجم الغار على الخمسين الذين أقسموا فماتوا جميعا وأفلت القرينان واتبعهما حجر فكسر رجل أخي المقتول فعاش حولا ثم مات قلت وقد كان عبد الملك بن مروان أقاد رجلا بالقسامة ثم ندم بعدما صنع فأمر بالخمسين الذين أقسموا فمحوا من الديوان وسيرهم إلى الشأم .
[ ر 231 ] .
[ ش أخرجه مسلم في القسامة باب حكم المحاربين والمرتدين رقم 1671 .
( نصبني للناس ) أظهرني حتى يراني الناس وكان قد أجلسه خلف سريره للإفتاء والعلم . ( السرق ) السرقة أو جمع سارق . ( نبذهم ) ألقاهم وطرحهم .
( إن سمعت كاليوم قط ) ما سمعت قبل اليوم مثل ما سمعت منك اليوم أبدا .
( يتشحط ) يضطرب . ( نفل ) حلف وأصل النفل النفي سميت يمين القسامة به لأنها تنفي القصاص . ( فواده ) أعطى ديته . ( خلعوا خليعا ) نقضوا حلفه وكانوا إذا فعلوا ذلك لم يطالبوه بجناية . ( فطرق ) هجم عليهم ليلا . ( فحذفه ) رماه . ( أخذتهم السماء ) هطلت المطر عليهم . ( انهجم الغار ) سقط . ( أفلت ) نجا وخلص . ( القرينان ) أخو المقتول والرجل الذي أكمل الخمسين وهما اللذان قرنت يد أحدهما بالآخر ]