[ 278 ] الواسطة في العروض والثبوت والاثبات إذا فرضنا عروض عارض على شئ اعني صحة حمله عليه فاما ان لا يكون هنا واسطة في البين فهو واضح ; كعروض الناطق للحيوان والحيوان للناطق، واما ان يكون في البين واسطة فيتحقق حينئذ امور ثلاثة: الواسطة والعارض والمعروض ويطلق عليه ذوالواسطة ايضا. ثم انهم قسموا الواسطة بين العارض والمعروض إلى اقسام ثلثة: الاول: الواسطة في العروض، وهى ما كان العارض حقيقة عارضا لنفس الواسطة ويكون نسبته إلى المعروض بالعرض والمجاز، كوساطة الحركة لعروض السرعة على الجسم في قولك الفرس سريع مثلا، فالسرعة عارض والفرس معروض والحركة واسطة في العروض مجازا ومعروض حقيقة. الثاني: الواسطة في الثبوت، وهى علة ثبوت العارض لمعروضه خارجا بحيث يكون اتصاف المعروض بذلك العارض حقيقيا سواء كانت الواسطة ايضا متصفة به ام لا، فالاول كوساطة النار لعروض الحرارة على الماء، والثانى كوساطة الحركة لعروض الحرارة على الجسم والتعجب لعروض الضحك على الانسان. الثالث: الواسطة في الاثبات، وهى ما كان علة للعلم بثبوت العارض لمعروضه ________________________________________