[ 516 ] اصطلاح جديد في ذلك وانما المراد بالاطلاق عندهم هو المعنى اللغوى اعني به الارسال فالمطلق عندهم حينئذ هو المرسل الذي لم يقيد بشيئ مما يكون قابلا للتقييد به و عليه فلا يترتب على التكلم في التعاريف بالنقض أو بعدم الطرد اثر اصلا (ثم الظاهر) ان الاطلاق والتقييد انما يعرضان المفهوم أولا وبالذات باعتبار تقيده بشيئ وعدمه واما اتصاف اللفظ بهما فهو انما يكون بتبع مدلوله والتعريف السابق وان كان يوهم كونهما من صفات اللفظ الدال على المعنى لكن الظاهر انهم ارادوا بذلك اتصاف اللفظ بهما بالتبع (ثم) ان محل الكلام في المقام انما هو الاطلاق المتصف به المعنى الافرادى اعني ________________________________________ - والمشية يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الاجال والارزاق والبلايا والاعراض والامراض ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء ويلقيه رسول الله ص ع إلى امير المؤمنين ويلقيه امير المؤمنين إلى الائمة ع حتى ينتهى ذلك إلى صاحب الزمان ويشترط له فيه البداء والمشية والتقديم والتأخير وفي الاحتجاج عن امير المؤمنين ع انه قال لولا آية في كتاب الله لاخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة وهي هذه الاية يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب وفي توحيد الصدوق واماليه باسناده عن الاصبغ مثله وفي تفسير العياشي عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال كان علي بن الحسين ع يقول لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة فقلت اية آية قال قول الله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب وفي قرب الاسناد عن الرضا عليه السلام انه قال قال أبو عبد الله وابو جعفر وعلي بن الحسين والحسين بن على والحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام والله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى أن تقوم الساعة يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب إلى غير ذلك من الروايات الواردة في هذا الباب (والمتحصل) من جميع ذلك ان البداء لا يكون الا في القضاء الموقوف وان الالتزام به لا يستلزم نسبة الجهل والعياذ بالله إليه تعالى نعم ان الالتزام به يستدعى القول بعدم احاطة العبد كائنا من كان بجميع ما احاط به علمه تعالى وهذا مما لا مناص عن الالتزام به فان النبي الاكرم واوصيائه المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين وان كانوا عالمين بالفعل أو متى شاءوا بجميع عوالم الممكنات بتعليم الله تبارك لهم ذلك الا انهم غير عالمين بالعالم الربوبى وبما احاط به علمه المخزون فلا علم لهم بتعلق مشيته جل وعلا وعدم تعلقها بشيئ الا فيما اخبرهم الله به على نحو الحتم فالنبى أو الوصي وان كان عالما بوجود ما هو سبب تام لوجود شيئ في طرفه لولا تعلق المشية الالهية بعدم وجوده الا انه مع ذلك لا يكون عالما بوجود ذلك الشيئ الا مع اخباره تعالى بتعلق مشيته به (ومن هنا يظهر) انه ليس في القول بالبداء وامكان التغيير في القضاء الموقوف ما ينافى عظمة الرب وجلاله بل القول بالبداء هو الذي - (*) ________________________________________