[ 44 ] بما استحيى به على سائر القرب فالتجأ الى الثناء فأثنى بقوله: لا احصى ثناء عليك ثم علم ان ذلك قصور فقال: انت كما أثنيت على نفسك، فهذه خواطر تسنح للعارفين لاتفهم من تفسير الظاهر وليس متناقضا له، وانما هو استكمال لما تحته من الاسرار. انتهى كلامه ملخصا وهو كلام متين يتلائم به الاخبار والاثار في هذا المقام، ويصح كلام العالمين الطبرسي والاردبيلي، ويندفع عنهما اعتراض الفاضل المتأخر والحمد لله. الاصل الثالث ان من تمسك في دينه بكتاب الله عز وجل وأهل بيت نبيه صلوات الله عليهم لن يضل قط ولن يزل ومن أخذ طريقا آخر زل وضل وذلك لما دريت ان علمهما من الله سبحانه فلا يتطرق إليه ريب ولا خطأ ولا غلط ولا سهو ولا تغير، واما علم غيرهما فلا يعلم جزما كونه كذلك، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم (1) والمراد بهم الائمة المعصومون عليهم السلام كما في الاخبار المستفيضة (2). ولان غيرهم هم غير مأمون عليه ان يأمر بخلاف أمر الله فيلزم أن يأمرنا الله بالنقيضين، تعالى عن ذلك، وعن النبي (ص) في أخبار كثيرة: اني تارك فيكم الثقلين، ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (3) وفي بعض الاخبار: من جعلهما امامه قاداه الى الجنة، ومن جعلهما خلفه ساقاه الى النار، وفي بعضها: وهما الخليفتان من بعدي، وفي رواية: ________________________________________ 1 - صدر آية 59 سورة النساء. 2 - انظر غاية المرام، الباب الثامن والخمسين والتاسع والخمسين (ص 265 - 263). 3 - انظر غاية المرام، الباب الثامن والعشرين والتاسع والعشرين (ص 217 - 211). (*) ________________________________________