[ 38 ] يشتبه عليك من الامور فقد قال الله سبحانه وتعالى لقوم أحب ارشادهم: يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعو الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول فالرد الى الله الاخذ بمحكم كتابه، والرد الى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة، الى غير ذلك من الشواهد، بل نقول: ان من المتشابهات ايضا ما يجوز ان يعلم تأويل غير المعصومين عليهم السلام أيضا من شيعتهم الكاملين ببركة متابعتهم لهم وسلوك طريقتهم والاستفادة منهم ومن روحانيتهم ومجاهدتهم في الله حق جهاده قال الله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا (1) وانما خصوا عليهم السلام بعلم جميع المتشابهات وجميع الناسخ والمنسوخ وجميع الاحكام وبالجملة بعلم الكتاب كله كما يدل عليه قول الصادق عليه السلام: ما يستطيع أحد ان يدعى ان عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الاوصياء (2). وفي حديث منصور بن حازم (3): فلم أجد أحدا يقال: انه يعرف ذلك كله الا عليا عليه السلام كما مر، الى غير ذلك مما يؤدي هذا المعنى، واما علم بعض المشتابهات فيمكن ان يوجد عند غيرهم عليهم السلام أيضا ويدل على ذلك شواهد من العقل والنقل وسنذكر بعضها في فصل [ من ] الاصل التاسع ان شاء الله كيف لا ويبعد غاية البعد حصر أكثر فوائد القرآن على عدد قليل محصورين مع ان في الايات والاخبار الكثيرة ما يدل على عموم فائدته بالنسبة الى الكاملين في الايمان، وأن بالتفكر فيه والتدبر فيه والتدبر لمعانيه يهتدى الى علوم كثيرة وروى في الكافي عن الصادق (ع) عن آبائه عليهم السلام عن النبي (ص) انه قال (4): فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه ________________________________________ 1 - صدر آخر آية من سورة العنكبوت. 2 - ذكرنا موضعه فيما مر (انظر ص 29). 3 - قد اشرنا فيما سبق الى موضع نقله (انظر ص 30). 4 - هو الحديث الثاني من كتاب فضل القرآن (ج 2 مرآة العقول، ص 529) الا ان المصنف (ره) لم يذكر اوله وسنده وهما هكذا " علي بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله عن آبائه قال: وقال رسول الله: ايها الناس انكم في دار هدنة وانتم = (*) ________________________________________