التي تمتد إلى كل مجالات الحياة. 2. سعيها الحثيث لتطبيق التعاليم الإسلامية وتجسيدها في حركتها الاجتماعية، وتحكيم النظم الإسلامية سياسياً وفردياً. 3. وجود سعي حثيث أيضاً لبناء الذات المسلمة بناء أخلاقياً يضمن لها الرقي المعنوي والتكامل النفسي كما يغذيها بكل عناصر تغليب المصلحة الاجتماعية على المصلحة الفردية الضيّقة وذلك عبر اليقين بسعة الحياة إلى حد الخلود وتركيز الحب الإلهي في النفوس بشكل يسمو بالإنسان على أنماط التعلق الشديد بالدنيا، وهي أخوف ما يخاف على الإنسان المسلم الواعي. إنّنا نؤكد على ضرورة توفّر عنصر البناء الروحي باعتباره الممون الرئيس للإنسان بعناصر الصبر والتضحية في سبيل المبدأ وتجاوز العقبات الكبرى: (فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فَكُّ رَقَبة * أو إطعامٌ فى يوم ذى مسغبة * يتيماً ذا مقربة * أو مسكيناً ذا متربة * ثُمَّ كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة)[25]. 4. على أنّ البناء الأخلاقي يجب أن يصاحبه بناء نفسي ثوري عاطفي حار، يدفع المسلم للتحرق الدائم لإسلامه ولقرآنه وقوانينهما والجهاد لتطبيق هذه التعاليم والتفاعل العاطفي مع كل الحوادث التي تلم بالرسالة وبالأمة، لايقف منها، موقف اللامبالاة والرهبنة والانعزال عن التيار العام. فيجب أن تورقه كل ضربة توجه للمستضعفين في الأرض، ويجب أن تؤلمه كل خطوة ظالمة يخطوها المستكبرون الظالمون، ويجب أن لايقرله قرار عندما ينتهك حكم من أحكام اللّه، أو يسلب منصب إسلامي من قبل المتسلطين، أو تهدر ثروة إسلامية في سبيل تحقيق الأهداف المحرمة، أو تنهب أرض أو يقتل شعب، أو تنتهك حقوق المسلمين. ونحن نعتقد ان فقدان مثل هذه الروح الثورية يعني فقدان خصيصة حركية ضخمة قد تؤدي إلى موت الأمة أو قعودها عن واجباتها التاريخية. 5. حصول التقدم العلمي والحضاري المطلوب، فلاتستطيع أمة أن تدعي لنفسها أنّها الطليعية في حين تسبقها الأمم الأخرى في المضمار العلمي والتقني والتطبيقي والإداري، وفي مجال إدارة دفة السياسة الخارجية، ووعي الأحداث العالمية، واتخاذ