الأمة الإسلامية وخيار السلام العالمي في إطار العلاقة المتوازنة بين الحضارات[1] إنّ التحركات الجادة التي شهدتها الساحة العالمية خلال العامين الماضيين; بهدف بلورة فكرة الحوار بين الحضارات بصيغتها العلمية الموضوعية، تمثل نقلة أساسية في أساليب تفكير البشرية الرامية إلى تحقيق التوازن في العلاقة بين التيارات الحضارية والدينية والفكرية والقومية التي تتقاسم البشرية، وبالتالي العمل على تحقيق الطموح الذي طالما حلم به الإنسان منذ بزوغ فجره، وهو حلم تحقيق الأمن والسلام في الأرض. ومهمة كبرى بهذا الحجم، تستدعي التعامل معها بمزيد من التنظير العلمي الجاد والتخطيط الموضوعي، من ثم التنفيذ الواقعي الذي يستبعد التحركات الانفعالية السطحية أو الخطاب الاعلامي الدعائي; إذ أنّ المشاريع التي تتعامل مع مصير الإنسانية ببنى هشة تعتمد الشعار والأهداف الدعائية، تؤول ـ دون شك ـ إلى الاخفاق، بل وقد يكون لهذا الاخفاق مردودات سلبية. ومن هنا فنحن نكرر التأكيد على ضرورة التعامل مع موضوع الحوار بين الحضارات تعاملا علمياً عقلانياً، ينطلق من مساحات الاشتراك التي تقف عليها البشرية،