وإنّي... وإني... قال: وما ذاك؟ قلت: تزوّجني فاطمة؟ قال: وما عندك؟ قلت: فرسي وبدني ـ يعني درعي ـ قال: أمّا فرسك فلابدّ بك منه، وأمّا بدنك فبعها. فبعتها بأربعمائة وثمانين درهماً، فأتيته بها فوضعها في حجره، فقبض منها قبضةً فقال: يا بلال، أبتع ([58]) طيباً، وأمرهم أن يجهّزوها، فجعل لها سريراً مشروطاً بالشريط، ووسادةً من أدم حشوها ليف، وملأ البيت كثيباً ـ يعني رملاً ـ وقال: إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتّى آتيك. فجاءت مع أُم أيمن فقعدت في جانب البيت، وأنا في الجانب الآخر، فجاء النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: هاهنا أخي؟ قالت أُم أيمن: أخوك وقد زوّجته ابنتك؟! قال: نعم. فقال لفاطمة: آتني بماء، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماءً فأتته به، فمجّ فيه ثمّ قال: قومي، فنضح بين يديها ([59]) وعلى رأسها، وقال: اللّهم إنّي أُعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم. ثمّ قال: آتني بماء، فعلمت الّذي يريده، فملأت القعب فأتيته به، فأخذ منه بفيه، ثمّ مجّه فيه، ثمّ صبّ على رأس عليٍّ وبين قدميه، وقال: اللّهم إنّي أُعيذه بك وذرّيته من الشيطان الرجيم، ثمّ قال: ادخل على أهلك باسم الله والبركة. رواه الطبراني، وفيه: محسن الأسلمي، ضعيف ([60]).