ووضعه (صلى الله عليه وآله) الحجر في محلّه، كان سنة خمس وثلاثين من مولده ([18]) (صلى الله عليه وآله)، وبُعث على رأس الأربعين، فمولدها قبل الإرسال بنحو خمس سنين، كما ذكره ابن الجوزي ([19]) وغيره، ذاك أيام بناء البيت، وجزم به المدائني ([20]). بم سمّاها النبيّ (صلى الله عليه وآله) وما سرّ هذه التسمية وسمّاها فاطمة بإلهام من الله تعالى، لأنّ الله فطمها عن النار. فقد روى الديلمي عن أبي هريرة، والحاكم عن عليٍّ أنّه (عليه السلام) قال: «إنّما سمِّيت فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبّيها عن النار» ([21]) واشتقاقها من الفطم وهو القطع، كما قال ابن دريد، ومنه: فُطِمَ الصبيُّ، إذا قُطع عنه اللبن، ويقال: لأفطمنَّك عن كذا: أي لأمنعنّك ([22]). لِمَ سمِّيت بالزهراء وسمِّيت بالزهراء; لأنّها زهرة ([23]) المصطفى (صلى الله عليه وآله).