يشكو إلينا الجوع قد تمدّد ([322]) *** من يطعم اليوم يجده في غد عند العليّ الواحد الموحّد *** ما يزرع الزارع سوف يحصد فأطعمي من غير منٍّ أو نكد *** حتّى تُجازي بالّذي لا ينفد فقالت فاطمة: لم يبق ممّا جئت غير صاع *** قد دميت كفّي من مع الذراع ابناي والله من الجياع *** أبوهما للخير ذو اصطناع فيصنع ([323])المعروف بابتداع *** عَبْل الذراعين ([324]) طويل الباع وما على رأسي من قناع *** إلاّ عبا نسجتها بصاع ([325]) فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثاً لا يذوقون الأكل وقد قضوا نذرهم، فأخذ عليٌّ الحسنين، وأقبل على المصطفى (صلى الله عليه وآله) وهم يرتعشون من شدّة الجوع، فقال المصطفى (صلى الله عليه وآله): ما أشدّ ما يسوؤني ممّا أرى بكم! انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة، فلمّا رآها وقد لصق بطنها بظهرها، وغارت عينها لشدّة الجوع، قال: واغوثاه! يموت أهل بيت محمّد جوعاً ([326])، فنزل قوله تعالى: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) إلى قوله: ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ) الآيات ([327]). انتهى ([328]).