فأعطوه الطعام، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء. فصنعت مثله، فوقف بالباب يتيم فاستطعمهم، فقال علي: فاطمة بنت السيد الكريم *** بنت نبيٍّ ليس بالزنيم ([319]) قد جاءنا الله بذا اليتيم *** من يرحم الله فهو رحيم ([320]) موعده في جنّة النعيم *** قد حرّم الخلد على اللئيم يساق في النار إلى الجحيم *** شرابه الصديد والحميم فقالت فاطمة: إنّي لأُعطيه ولا أُبالي *** وأُوثر الله على عيالي أمسوا جياعاً وهم أشبالي *** أصغرهما يُقتل في القتال بكربلا يُقتل في اغتيال *** للقاتل الويل مع الوبال تهوي به النار إلى سفال *** مصفَّد اليدين بالأغلال لقوله زادت على الأكيال ([321]) فأعطوه الطعام، وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئاً إلاّ الماء القراح. ففعلت في الثالث ذلك، فوقف بالباب أسير فاستطعم، فقال علي: فاطمة بنت النبيّ أحمد *** بنت نبيٍّ سيّد مسوَّد هذا أسير للنبي المهتد *** مكبّل في غلّه المقيّد