ونحن نرى أنّ آدم لمّا نزل إلى الأرض كان معلّماً، وكان يتكلّم اللغة التي عُلِّمها، وهبط إلى الأرض فسكن أرض مصر ـ جنّة الربّ كما يقول عنها اليهود في كتبهم ـ فصارت لغته التي عُلِّمها في السماء هي لغة أبنائه وأحفاده من بعده، وصارت إلى اللغة المصريّة التي نتكلّم عنها في كتابنا هذا. وهل اللغة المستخدمة في الكلام في الملأ الأعلى هي اللغة المصريّة؟!! ونحن نرى أيضاً أنّ الكتب السماويّة الأولى ربّما كانت تحمل إشارات إلى هذه المعلومة; كصحف إبراهيم، وتوراة موسى الحقيقيّة، مؤدّاها أنّ لغة الملأ الأعلى هي تلك اللغة التي تسمّت فيما بعد باللغة المصريّة، وأنّ هذه الإشارات في أوائل السور القرآنيّة تصحّ أن تكون المفتاح السرّي الذي يتمّ من خلاله التعرّف، ما إذا كانت رسالة محمّد من عند الله، فخاصّة الخاصة من أحبار اليهود كانوا يعلمون هذه الشفرة، ومن خلالها آمن منهم من آمن، واستكبر من استكبر، فهم ولاشكّ في ذلك كانوا ما زالوا يعرفون اللغة المصريّة حتّى على عهد الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله)، وهي لغتهم في الأصل (وليس العبريّة كما يتوقّع). أم أنّ اللغة التي عُلِّمها آدم في الملأ الأعلى كانت مختلفة، بدليل أنّ الملائكة لمّا سُئلوا عن تلك الأسماء، لم يعرفوها (سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا)؟. على أيّ حال فهذا الموضوع لانستطيع الآن أن نبتّ فيه بكلمة نهائيّة، إلاّ بعد بحثه علميّاً مدقّقاً في مناسبة أخرى، ولعلّنا بهذه الإشارات نفتح الباب لغيرنا لبحث الموضوع مستقبلاً. الفائدة والهدف المرجوّ من هذا البحث ومنهجه: المنهج الذي سنستخدمه في كتابنا هو: تحديد الرموز القرآنيّة المعجمة التي في أول السور الـ 29، وإعادة كتابتها بلغتها الأصليّة، ثمّ البحث عن معانيها في قاموس