وتقدّم أيضاً: أنّ (الر) و(حم) و(ن) حروف مقطّعة من الرحمان[621]. وقال بعضهم: «أنّ (ن) اسم من أسماء سورة القلم»[622]. وروى ابن بابويه بإسناده إلى الثوري عن الصادق (عليه السلام) قال: «وأمّا (ن)فهو نهر في الجنّة». وفي نفس الحديث: «نون: ملك يؤدّي إلى القلم، وهو ملك يؤدّي إلى اللوح، وهو ملك يؤدّي إلى إسرافيل، وهو إلى ميكائيل، وهو إلى جبرائيل، وهو إلى الأنبياء والرُّسُل»[623]. وفي حديث آخر: «وأمّا نون فكان نهراً في الجنّة، أشدّ بياضاً من الثلج، فقال له الله: كن مداداً». وروايات أخرى من هذا القبيل[624]. تلك جلّ محاولات أهل الحديث، جاءوا بروايات أكثرها خِداش، لا تلوي على محور ثابت معقول، ولا تعدو حدسيّات فارغة جوفاء، لا تحتضن عائدة ولا تفيد فائدة، فضلاً عن الاضطراب وتضارب الآراء، كلٌّ يضرب على وتره ضرباً على هواء وبلا هوادة. والأرجح في النظر: أنّها موضوعة عن لسان الأئمة وكبار الصحابة والتابعين الأجلاّء. وفي أسانيدها الغمز واللمز الشيء الوفير. وأكثر الأقوال فاقدة حجيّة الاستناد، ولعلّ في سردها ـ كما عرضنا ـ كفاية للحكم بوهنها، لمن تدبّر وتعمّق. فضل قراءة هذه الأحرف: أخرج البخاري في تاريخه والترمذيّ وصحّحه وابن الضريس ومحمّد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصحّحه وابن مردويه وأبو ذرّ الهروي في