الهراوة (العصا الضخمة) وغاضت بُحيرة ساوة(!) وخمدت نيران آوه(!).. فليست بابل للفرس مقاماً، ولا الشام لسطيح شاماً، يملك منهم مُلُوك ومَلِكات، بعدد ما سقط من الشُّرُفات، وكل ما هو آت آت..[440] إلى أمثالها من ترّهات، ولعلّها من المصطنعات، لكنّها هزيلات!! وبعد، فمن المحتمل القريب أنّ القول بفراغ النصّ عن المعنى، وأن لا إيحاء له سوى ما حمّله عليه السامع ممّا ارتأى، ناظر إلى هذا النمط من الكهانة الجاهليّة، وقد اكتنفتها هالة من القداسة العمياء. فمن الجفاء العارم مقايسة نصوص الوحي بسفاسف حاكتها أبالسة الجنّ والإنس، هي بالهزء أشبه منه بالجدّ! أفهل يقاس سفاسف هؤلاء الشُّكَساء، مع خطب وتعاليم نبيّ الله موسى (عليه السلام) ممّا جاء في التوراة، بارعة ورصينة، وهكذا بشائر المسيح (عليه السلام) البديعة جاءت مسطورة في الأناجيل، فضلاً عن حكم وآداب رشيدة استوعبها القرآن الكريم بكمال وفصيح بيان؟! نعم، لا يقاس الحجر بالجوهر، ولا الخزف بالصدف (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ)[441]