تأويل المتشابه أمّا تأويل المتشابه فهو بمعنى توجيهه حيث يقبله العقل ويرتضيه الشرع. وهذا قد يكون في عمل متشابه، حيث أحاطت به هالة من إبهام ربّما كان مثيراً للريب، كما في أعمال قام بها صاحب موسى، حيث أثار من ريبه ليقوم باستيضاحه عن جليّ الأمر; مستنكراً عليه تارة بقوله: (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) وأخرى: (لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً) فكانت الإجابة المبرّرة: (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع علَيْهِ صَبْراً)[15]. وقد يكون في كلام متشابه حيث علاه غبار إبهام وشبهة، كما في متشابهات القرآن، وهو موضع بحثنا هنا. إذن، فالمتشابه من الكلام هو ما تشابه المراد منه، واحتمل وجوهاً لا يُدرى وجه الصواب فيها ظاهراً. وهذا في قلّة من آيات الذكر الحكيم، تعود إلى أوصافه تعالى الجمال والكمال[16]، فلا يبلغ الواصفون حقيقة مُفادها إلاّ النابهون الراسخون في العلم. وهذا في مقابلة الأكثريّة القاطعة من الآيات المحكمات، ذوات الدلالات الناصعة الواضحة البرهان.