فهم المراد من هكذا كلام. ومنها: الالتباس في فهم معاني الصفات، وخفاء معارف الدين المتعالية، والآبية عن الخضوع لمثل هذه التعابير والأساليب الكلاميّة القاصرة. ومنها: أنّ القرآن لو تنزّل إلى مرتبة أساليب الكلام الدارجة، لذهب عنه رواء الإعجاز الخارق لمتعارف الكلام[323]... إلى أمثالها من تعاليل هي معاذير فارغة. ولسيّدنا الإمام الخميني (رضي الله عنه) كلام قد يصلح شرحاً وتبييناً لما ذكره أرباب التحقيق ـ على حدّ تعبير ابن عربي ـ أورده حول تفسير وصفي الرحمان والرحيم، وأنّهما مشتقّان من الرحمة، هي صفة تدلّ على العطوفة والرقّة، كما روي عن ابن عبّاس: «إنّهما اسمان رقيقان، أحدهما أرقّ من الآخر: فالرحمان الرقيق، والرحيم العطوف على عباده بالرزق والنعم»[324]. قال: «وحيث إنّ العطوفة والرقّة وصفان انفعاليان، ينشئان عن رقّة في القلب وتأثّر نفساني رقيق.. فإطلاق مثل هذا الوصف على ذاته تعالى وتقدّس بحاجة إلى تأويل وتوجيه يؤول إلى كونه مجازاً في التعبير. وبعضهم أخذ في توجيه ذلك بأنّه من باب «خذ الغايات ودع المبادئ»[325]، ليكون إطلاق مثل هذه الصفات على ذاته تعالى المقدّسة، إنّما هو بلحاظ غاياتها والآثار المترتّبة عليها، وليس بلحاظ اقتران مبادئها بالذوات كما في غيره تعالى! ]وهذا نظير صفات الفعل، في مثل الغضب والحبّ والكراهة، حيث غضبه تعالى كان بمعنى: أنّه يفعل فعل الغضوب، وهكذا الحبّ والكراهة، يعنيان فعل المحبّ والكاره[.