يقال: رجع، أي: عاد إلى موضعه حيث كان. أمّا «الأول» فهو الانتهاء إلى الشيء الذي هو أصله وحقيقته، من غير أن يُلحظ في مفهومه العودة. وعليه فالتأويل: إرجاع لظاهر الكلام أو العمل إلى حيث حقيقته وأصله المراد منه، كما في باب المتشابهات من الأفعال[6] والأقوال[7]. وهناك مصطلح آخر للتأويل، بمعنى: إرجاع ظاهر التعبير ـ الذي يبدو خاصّاً حسب التنزيل ـ إلى مفهوم عامّ يكون هو المقصود الأصل من الكلام. وقد اصطلحوا عليه بالبطن في مقابلة ظهر الآية، أي: المعنى العامّ الخابئ وراء ستار ظاهر اللفظ، والذي انطوت عليه الآية في فحواها العامّ. فالتأويل في باب المتشابهات هو توجيهها إلى وجهها المقبول، أمّا التأويل بمعنى البطن في مقابلة الظهر فهو الأخذ بمفهوم الآية العامّ بعد إعفاء ملابساتها الخاصّة التي كانت تجعلها قيد التاريخ، ولتصبح الآية ذات رسالة خالدة عبر الدهور[8]. وجاء التأويل أيضاً بمعنى تعبير الرؤيا في مواضع من سورة يوسف[9]، باعتبار أنّها ترمز وتؤول إلى معان خافية يكشفها المعبِّر حسبما أُوتي من علم بتأويل الأحاديث. أمّا التأويل في دارج اللغة فيعني: الانتهاء إلى مآل الأمر وعاقبته المتوقّعة، من خير أو شرّ: (وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[10] أي: أحسن