إثر ذلك جملة من المعاهدات على هذا الصعيد، من أجل تنسيق العمل المشترك الرامي إلى تحقيق الحدّ الممكن والفعّال من تحدّي ومقاومة الزحف المخيف الذي كان يشكّله الإسلام آنذاك. وضمن متطلّبات المرحلة الراهنة في ذلك الوقت، والظروف التي كانت محيطة بالجزيرة العربية، دفعت بمجموعها قريش إلى أن تبذل جهداً أكبر لقمع الإسلام ومؤيّديه، من خلال طلب التعاون من دول الجوار التي لم ترغب في انتشار الإسلام في أراضيها، وجلب المساعدات في هذا الإطار، واستخدام أبواق الدعاية والإعلام لبثّ الأراجيف، وخلق البلبلة في ذهنية المسلم الجديد. كما وجدت هذه الأطراف العديد من الأسباب التي تضفي أهميةً على مسألة تقديم الدعم والمساعدة لقريش في صراعها مع الإسلام، وضرورة بقاء الوجود «القريشي» في الجزيرة العربية، فمضت بالاندفاع باتجاه تفعيل القوى «المشركة» في المنطقة، وشنّ الحملات الدعائية ضدّ الإسلام والمسلمين في العديد من المنابر الأدبية والإعلامية، بصيغة فجّة تارة، ومريبة أخرى، من أجل التأثير على