(فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَذِبِينَ)[10]. والصدق هنا في التعامل مع الفتن والتحدّيات: أن تعرف الأُمة الفتنة بوجهها الصحيح، وتصدق في التعريف بالفتنة، فتواجهها بالمقاومة والصمود. والكذب في التعامل مع الفتن: أن لا تكون الأُمة صادقة مع نفسها ومع اللّه في التعريف بالفتنة، وتوجّهها بغير وجهها، وتستقبلها كما تستقبل أيّة حالة صحيّة، كما وجدنا ذلك عند ناس من هذه الأُمة استقبلوا الغزو الحضاري بالقبول والاستسلام، وفسّرّوها بأنّها حالة من التطوّر الثقافي والفكري!! أُولئك الكاذبون الذين تتمخّض عنهم الفتن والتحدّيات، يفسّرون الفتنة بغير وجهها، ثم ينقادون لها، ويتطبّعون بها. إنّ واجب العلماء والمثقّفين الإسلاميّين توجيه الأُمة في طريق التعامل مع الفتن.