أعشاب الأرض; لنتمكّن أن نقوم على أقدامنا، معتمدين على اللّه تعالى في تجاوز المحنة والتهديدات والتحدّيات. كلّ ذلك ممكن، وحدث كلٌّ من هذين الوجهين في تاريخنا المعاصر تجاه السيطرة الغربية على العالم الإسلامي. وعلينا أن نعمل لتوجيه الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية للأُمة باتّجاه المقاومة، ونحذّر من الاتّجاه الاستسلامي والمطاوع للمشروع الغربي. إنّ التحدّيات والابتلاءات والفتن من السنن الإلهية الحتمية غير المشروطة في حياة الناس، ولابدّ أن تقع وتتحقّق، ولايستطيع أحد أن يحول بينها وبين الناس. يقول تعالى: (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَذِبِينَ)[9]. إنّها سنّة إلهية حتمية غير مشروطة، ولا تفلت منها أُمة كائنة ما كانت.. والذي يريده اللّه تعالى من الناس في هذه الفتن أن يعلم ـ وهو العليم ـ كيف يواجه الناس هذه التحدّيات، صادقين أم كاذبين.