السياق، إذ لا يخفى على أحد دور الوحدة الإسلامية في دعم كلّ خطوة يمكن أن يقدم عليها المسلمون، فهي العنصر الأساسي الذي يمكنه أن يقدّم النموذج الأفضل من الدعم اللوجستي للمشروع الحضاري الإسلامي في مواجهة التحدّيات المعاصرة بكلّ جبروتها، والمعالجة الأوفر حظّاً للنجاح في ظلّ ظروفنا الراهنة. فمن الغريب حقّاً أن يستنكر بعض المثقفين الإسلاميين عدم وجود استراتيجية إسلامية لمقاومة الهجوم الثقافي والحضاري الكاسح الذي يشنّه الغرب ضدّ العالم الإسلامي، ويولول آخر منهم من لا أُبالية النخبة تجاه التحدّيات المعاصرة الشرسة، ولم يحرّكوا ساكناً في إطار إنشاء مشروع إسلامي مناسب لمواجهة هذه التحدّيات، أقول: من الغريب أن يحدث هذا ولم يلتفتوا إلى ترتيب «البيت» الإسلامي، ومعالجة أبرز سلبياته، وعلى رأسها هذا التشتّت والفرقة اللذان يضربان بجذورهما في عمق الأمة، وهذا التناحر والاختلاف اللذان يهزّان الوجود الإسلامي برمّته! إنّ وحدة الكلمة والتقريب بين المذاهب الإسلامية،