أضواء على الوحدة والتقريب في الإسلام الأُسس والقيم والواقع المطلوب الشيخ محمد علي التسخيري الوحدة الإسلامية، أُطروحة تعبّر عن هدف أيديولوجي وزمني مقدّس، كما أنّها أُطروحة شاملة ذات أبعاد متعدّدة، إلاّ أنّ الملابسات التاريخية والاجتماعية الخاصّة أضفت عليها نوعاً من التحديد، فصارت الوحدة الإسلامية عبارةً يفهم منها البُعد المذهبي، والعلاقات المذهبية بين المسلمين خاصّةً، مع أنّها في الأصل عبارة شاملة تستوعب مختلف جوانب الحياة الإسلامية الثقافية والسياسية والاجتماعية... صحيح أنّ حلّ المسألة المذهبية له دور أساس في إقامة الوحدة الإسلامية، لكنّ الظروف الجديدة، جعلت الجوانب الأُخرى من الوحدة; كالجانب السياسي والاجتماعي، والثقافي لا تقلّ أهميةً عن الجانب المذهبي. فالوحدة السياسية على صعيد البناء الداخلي للدولة، وعلاقات المسلمين فيما بينهم، والوحدة الاجتماعية على صعيد العلاقات القومية والوطنية، والوحدة الثقافية على صعيد الفكر وأبعاده المختلفة في الحياة الجديدة، ضرورات أساسية لايمكن التحدّث عن الوحدة الإسلامية دون الاستجابة لها وتنفيذ متطلّباتها. الأمر الذي يحتّم تطوير آفاق البحث في الوحدة الإسلامية، وإشراك خبراء السياسة والاجتماع والثقافة فيه، إضافة إلى خبراء المذاهب.