بمسيئهم، وتألفُّهم، واستصلاحهم، وشكر مُحسنهم، وكفّ الأذى عنهم، وتحبّ لهم ما تحبّ لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك، وشبابهم بمنزلة إخوتك، وعجائزهم بمنزلة أُمّك، والصغار بمنزلة أولادك»[179]. 121 ـ عبدالأعلى بن أعين قال كتب بعض أصحابنا يسألون أبا عبدالله عن أشياء، وأمروني أنْ أسأله عن حقّ المسلم على أخيه، فسألته... فقال: «إنّي أخاف أن تكفروا، إنّ من أشدّ ما افترض الله على خلقه ثلاثاً: إنصاف المرء من نفسه حتّى لا يرضى لأخيه من نفسه إلاّ بما يرضى لنفسه منه، ومواساة الأخ في المال، وذكر الله على كلّ حال، ليس «سبحان الله» و«الحمدُ لله» ولكن عند ما حرَّم الله عليه فيدعه»[180]. 122 ـ محمد بن مسلم قال: أتاني رجل من أهل الجبل، فدخلت معه على أبي عبدالله (عليه السلام)، فقال له عند الوداع: أوصني، فقال: «أُوصيك بتقوى الله، وبرّ أخيك المسلم، وأحِبَّ له ما تحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك، وإن سألك فأعطه، وإن كفّ عنك فاعرض عليه، لا تمله خيراً فإنّه لا يملّك، وكن له عضداً فإنّه لك عضد، وإن وجد عليك فلا تفارقه حتّى تسلّ سخيمته، وإن غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد فاكنفه، واعضده ووازره، ولاطفه وأكرمه، فإنّه منك وأنت منه»[181]. 123 ـ عيسى بن أبي منصور قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) أنا وابن أبي يعفور وعبدالله بن طلحة، فقال ابتداءً منه: «يا بن أبي يعفور، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي الله عزّ وجلّ، وعن يمين الله»، فقال ابن أبي يعفور: وما هنّ جعلت فداك؟ قال: «يحبّ المرء المسلم لأخيه ما يحبّ لأعزّ أهله، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ أهله...»[182].