الفصل الثاني أنّ التقية من دين الله عن طريق أهل السنّة: 377 ـ عبد الأعلى عن ابن الحنفية، قال: سمعته يقول: لا إيمان لمن لا تقيّة له[444]. عن طريق الإمامية: 378 ـ الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «عليك بالتقيّة فإنّها سنّة إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وأنّ الله عزّ وجلّ قال لموسى وهارون (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) يقول الله عزّ وجلّ: كنِّياه وقولا له: يا أبا مصعب، وإنّ رسول الله قال: أمرني بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض، ولقد أدّبه الله بالتقيّة فقال (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)»[445]. 379 ـ أبو بصير قال: قال أبو عبدالله الصادق (عليه السلام): «التقيّة من دين الله» قلت: من دين الله؟! قال: «إي والله من دين الله، ولقد قال يوسف (عليه السلام) (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)والله ما كانوا سرقوا شيئاً، ولقد قال إبراهيم (عليه السلام): (إِنِّي سَقِيمٌ) والله ما كان سقيماً»[446]. 380 ـ الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام): «التقيّة من أفضل أعمال المؤمنين، يصون بها نفسه وإخوانه عن الفاجرين، وقضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتّقين، يستجلب مودّة الملائكة المقرّبين، وشوق الحور العين»[447]. 381 ـ الحسن بن علي (عليه السلام) قال: «إنّ التقيّة يصلح الله بها أُمةً، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم، وإن تركها ربّما أهلك أُمةً تاركها شريك من أهلكم، وإنّ معرفة حقوق