من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم[390]. 327 ـ ابن عباس في قوله سبحانه: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا) قال: هي إشارة إلى كلّ من افترق من الأُمم في الدين، فأهلكهم الافتراق[391]. 328 ـ سعد بن أبي وقّاص قال: لمّا قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة جاءت جُهينة، وانطلق أصحابنا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فأخبروه الخبر، فقام غضبان محمرّاً لونه ووجهه، فقال: «ذهبتم من عندي جميعاً وجئتم متفرّقين، إنّما أهلك من كان قبلكم الفرقة»[392]. 329 ـ أبو هريرة قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن نتنازع في القدر، فغضب حتّى احمرّ وجهه، فكأنّما فُقئ على وجهه حبّ الزمّان، ثم أقبل علينا فقال: «أبهذا أُمرتم؟ أبهذا أُرسلت إليكم؟ إنّما هلك من كان قبلكم لمّا تنازعوا في هذا الأمر، إنّي عزمت عليكم ألاّ تنازعوا فيه»[393]. 330 ـ ابن عباس في قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا)وقوله: (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً) وقوله: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِمَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) وقوله: (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)ونحو هذا في القرآن، قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنّه إنّما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله[394]. 331 ـ حذيفة بن اليمان: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «من فارق الجماعة، واستذلّ الإمارة، لقى الله ولا حجّة له عند الله»[395].