أدلّة عدم التحريف عند الفريقين الدليل الأول: أنّ الله سبحانه متكفّل بحفظ القرآن قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[121]، والله سبحانه وتعالى لايقصد بذلك حفظه على الورق وما شابه، كما أنّه لايقصد وجود حافظين له على ظهر القلب، بل المراد أنّ ما نزل على الرسول (صلى الله عليه وآله) بأكمله سيحفظه الله من التحريف، فلايزيد حرفاً ولاينقص. والشاهد على هذا عدم تمكّن أحد من الخدش فيه رغم مضيّ 14 قرناً على نزوله، فلم يزدد فيه حرف واحد، فضلاً عن زيادة آية أو سورة، وهذا عكس ما حصل للتوراة والإنجيل، فإنّهما حرِّفا من قبل شياطين الإنس بعد فترة وجيزة من نزولهما. إنّ حفظ القرآن من قبيل إنشاد شاعر لقصيدة، وترديد هذه القصيدة من قبل أجيال الشعوب على طول التاريخ، دون أن يطرأ عليها أيّ