كما ينقل ذات الرأي الزركشي في «البرهان» عن أبي بكر في «الانتصار»[120]. * * * نصل ممّا تقدّم إلى النتائج التالية: أولاً: تعتقد الإمامية بأنّه لا أساس لنسخ التلاوة، ولا فائدة تترتّب على هكذا نسخ، فألفاظ القرآن كلّها معجزة، ولا إشكال في تلاوة أيٍّ منها. ثانياً: ما ورد من روايات في مصادر السنّة في نقصان القرآن تعدُّ مردودة، وهي أخبار آحاد لايمكن إثبات شيء بها من نسخ أو تحريف، فإنّ القرآن ثبت لدينا بالتواتر، ولايمكن إضافة أو تنقيص شيء منه إلاّ بالتواتر فقط. هذا مضافاً إلى أنّ أسانيد هذه الروايات غير معتبرة، وسياق الآيات المدعاة فيها ولحنها يختلف عمّا نجده في القرآن. على أنّ البعض حاول تأويل هذه الروايات، وحملها على أُمور غير نسخ التلاوة، من قبيل كونها أحاديث قدسية، أو كونها تأويلاً وتفسيراً صدر عن الرسول (صلى الله عليه وآله)، فظنّ بعض الصحابة كونها آيات! وهذا مثل ما ورد في سورة البيّنة من كلمات أُضيفت للسورة الموجودة في القرآن.