فإنّها آراء شخصية، لا تعبّر عن وجهة نظر المذهب. فهو يكشف عن حقيقة كون رأي الإمامية هو عين رأي أهل السنّة تجاه مسألة تحريف القرآن، لا يختلفون معهم في الموقف منها، وكما أنّ هنالك من زعم بوقوع التحريف من أهل السنّة، كذلك ثمة من ادّعى ذلك من الشيعة الإمامية، وهم لا يشكّلون إلاّ نزراً ضئيلاً جداً من مجموع المسلمين، لذلك فلا يؤخذ برأيهم، بل عدّ ذلك رأيهم الشخصي فحسب. على أنّ نسبته ذلك إلى الأخباريين غير دقيقة، فإنّ عدداً من العلماء الذين ذكرهم; كالحرّ العاملي والفيض، يُنسبون إلى الأخبارية. هذا مضافاً إلى أنّ مجرّد نقل الروايات التي تبدو منها التحريف لايصلح دليلاً على القول به، وسنوضّح هذا الموضوع في الفصل التالي.