ولأجل ذلك نقبل كلام الرسول في أهل البيت (عليهم السلام)، مثل قوله (صلى الله عليه وآله): «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»[45]. ولأجل هذا القول نعتبر كلام الأئمة (عليهم السلام) حجّة أيضاً، باعتبارهم أحد الثقلين اللذين وجب على الأمة الإسلامية التمسّك بهما لكي لا تبتلى بالضلالة. إذن، القرآن أساس جميع المعارف الإسلامية، ونرجع إليه لإثبات كلٍّ من أُصول الدين وفروعه، ونعدّه الوثيقة المحكمة للمعارف الإسلامية. إنّ عقيدة القائلين بتحريف القرآن ـ سواء من الشيعة أو السنّة ـ تهدم جميع المعارف الإسلامية; لأنّ هذه العقيدة بمثابة تحريك أساس البناء الرفيع للعقائد الإسلامية، ومثل هؤلاء مثل الذي يجلس على غصن الشجرة ليقطعها. إنّ عصمة الأئمة إنّما ثبتت عن طريق أقوال الرسول; لأنّه يقول: «...إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا». وكلام الرسول هذا حجّة على الجميع، وعلينا التمسّك بالقرآن والأئمة وإلاّ وقعنا في الضلال، وقد ورد في بعض الروايات عرض الأحاديث على القرآن للكشف عن صدقها أو كذبها، وما خالف القرآن فاضربوا به عرض الحائط[46]. وقد ورد في بعضها الآخر ردّ علم الرواية