وهذه الرواية شارحة ومبيّنة للروايات المشابهة، وهي تبين أنّ سبب مشكلة حفظ القرآن آنذاك اختلافه مع المصحف الدارج بالتأليف والنظم والترتيب بين السور والآيات. 2 ـ ورد في رواية سالم بن أبي سلمة عن أبي عبدالله (عليه السلام) في جوابه عمَّن يقرأ القرآن بغير القراءة الدارجة، قوله (عليه السلام): «كفَّ عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائم، فإذا قام القائم (عليه السلام)قرأ كتاب الله عزّ وجلّ على حدّه، وأخرج المصحف الذي كتبه علي (عليه السلام)»[243]. وعليه فالروايات التي وردت في المصحف والقرآن في عهد القائم (عليه السلام) هي من هذا القبيل، وتدلُّ على الاختلاف في نظم القرآن وترتيبه وتفسيره وبيانه وتأويله عن المصحف الدارج. خلاصة البحث في الروايات التي تبدو دالّة على التحريف إشكالات أساسية من الحيثيات التالية: الأول: من حيث السند، فجلّها ضعيفة، ولا يمكن الوثوق بها. الثاني: مداليلها لا تصلح لأن تكون قرائن على التحريف، وقد تقدّم مناقشتها سابقاً. الثالث: إذا تجاوزنا عن الإشكالين المتقدّمين فإنّ مضامينها تتنافى