المناقشة تقدَّم الكلام في مفردة «التحريف» وتعريفها، وأقسام التحريف، وقد ذكرنا كلام ابن منظور عن التحريف، حيث قال: «تحريف الكلم عن مواضعه: تغييره، وتحريف في القرآن والكلمة: تغيير الحرف عن معناه، والكلمة عن معناها»[199]. كما نقلنا عن بعض المفسّرين بأنّ المراد من التحريف في القرآن هو حمل الكلام على غير معناه المراد، والتحريف الوارد في هذه الروايات لايخرج عن المعنى المذكور، أي أنّ طائفةً من الأمة الإسلامية فسَّروا القرآن بالرأي وبما ينسجم مع أهوائهم، فحرّفوا المراد من الكلمات في القرآن إلى ما تهوى نفوسهم، وهذه الروايات لاتعني أنّ الطائفة المذكورة زادت في كلمات القرآن أو أنقصت منه. والشاهد على هذا التفسير ما ورد عن الباقر (عليه السلام) قوله: «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده»[200]. فقد نسب التحريف هنا إلى طائفة، وقد صرّح فيه بأنّ التحريف لم يكن من قبيل التغيير في الحروف والكلمات، بل كانت هذه الأمور محفوظة. القسم الثاني: ورد في هذا القسم من الروايات أنّ أسماء الأئمة (عليهم السلام) كانت قد