في وسعهم من جهد للوصول اليها من خلال الكشف عن الحكم أو الاسلوب الشرعي، في اطار المنهجية الإسلامية المستخرجة من جنس الشريعة وغايات الدين. وإلاّ فهذا اللون التغريبي الذي يطرح تحت شعار التعددية والقراءات المتنوعة وفي إطار منهجيات وضعت لعلوم اُخرى واخترعتها بيئات اُخرى ومناخات علمية ودينية مختلفة عنّا هي مثال صارخ للانفلات الفكري الذي يسمح لكل فرد من أفراد الأُمة الإسلامية أن تكون له قراءته ورؤيته الخاصة بالدين، وبالتالي - إذا أذعنّا لهذه المنهجيات - سيأتي اليوم الذي لا يبقى فيه من شريعة الله إلاّ أشباح أحكام، أو معتقدات ممسوخة مفصّلة على مقاس كل صاحب هوى. سادساً: إن التجديد لا يتناول الاُطروحة الدينية أو الدين بعينه أو ثوابت الدين، فهذه الثوابت، (أي الأصول الإسلامية المقدسة) خالدة خلود الدين الخاتم، لأن: (حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة)، ولا يمكن تحت أي ذريعة من الذرائع الاجتهاد في مقابل الثوابت وتجديد الأصول المقدسة، اللهم إلاّ في اطار القواعد الاستثنائية الزمنية التي حددتها الشريعة نفسها، وسبقت الإشارة اليها. أما التجديد فمساحته الفكر الإسلامي والموروث والمعاصر، أي الإنتاج الفكري الإسلامي للمفكرين المجتهدين المتقدمين والمتأخرين، وكذلك في فهم الثوابت الإسلامية وقواعد واُصول هذا الفهم، وفي اكتشاف قضايا جديدة (مناهج، نظريات، علوم، رؤى) في المصادر المقدسة، وأخيراً في أسلمة بعض المناهج والنظريات التي وضعها الإنسان في الحقول المحايدة العامة. وبالتالي فهي مساحة متغيرات بأكملها. سابعاً: إن للتجديد والاجتهاد مرجعية ثابتة لصيقة بها، وهذه المرجعية يتم