الحج ترك آثاراً ضخمة على الكثير الكثير من الحجاج مما لا يمكن إحصاؤه. إن فئة تعمل على تعميم الصحوة الإسلامية وتعميقها واستمرار حيويتها يجب أن لا تغفل طاقات الإسلام والمجالات المفتوحة، بل تستغلها بكل قوة وإلا استغلها أعداء الصحوة أنفسهم. 10ـ فقدان الواقعية، وتجاوز المرحلية ذلك إن عملية التغيير تحتاج إلى تخطيط فكري ومراحل عملية ولا يمكن الإغراق في التفاؤل والعمل على حرق المراحل، فإنه يؤدي في الغالب إلى الارتكاس في الأخطاء، وكشف النواقص، والتراجع لفئات لم تتشبع بعد بفكر الصحوة.([76]) وربما لاحظنا ـ على العكس ـ حركات إسلامية أغرقت في المرحلية فلم تستغل الفرص المتاحة بحجة انها مثلاً مازالت في المرحلة الفكرية فلا يمكنها الإقدام على خطوة عملية. 11ـ الطائفية وهو عرض خطير عانت منه الأُمة الإسلامية وجرت لأجله أنهار من الدماء والدموع. لقد سمح الإسلام ـ بمقتضى واقعيته ومرونته وتخطيطه ليبقى خالداً في توجيهه للحياة ـ بالاجتهاد، وتنوعت الاجتهادات خصوصاً بعد أن تعقدت الحياة، ونشأت المذاهب غنىً فكرياً لهذه الأُمة. ولكن تحول المذاهب بعد ذلك إلى طوائف وتدخّل الأهواء الشخصية ومصالح حكام السوء خلق النزاع بينها وأفقد الأُمة حلاوة الاجتهاد الحر، مما دعى البعض إلى إغلاق باب الاجتهاد. ونحن نعلم إن الصحوة لم تنطلق انطلاقاً طائفياً بل تحركت في مسارٍ إسلامي عام فانتجت الكثير الكثير إلا أننا نلمح في الأفق بعض الاتجاهات الطائفية في بعض مجالات الصحوة مما يهدد إفشالها وتحويلها عن