الصراع والاتهامات والتحديات وأنماط الحصار ضد الأُمة الإسلامية ومعالمها ومعاهدها ونشاطها الاجتماعي بما لا نحتاج لتوضيحه. وإذا كانت هذه الظاهرة معلولة لعوامل غريبة على واقعنا، أحياناً، أو تشكل رد فعل متطرف لأفعال معادية أحياناً أخرى، فإنها على أي حال لا تعبر عن تطبيق أمين لنظام الجهاد في الإسلام ـ كما يتصور البعض منا خطأ أو كما يتصوره الأعداء ـ فهم يخططون بما يستطيعون لحذف هذا النظام الأصيل وتعليماته من واقعنا التعليمي، ومن أدبنا وخطابنا السياسي. ولسنا بصدد إثبات هذا المدعى بقدر اهتمامنا بالقول أن الإسلام يرفض الاستخدام العشوائي لأسلحة الدمار الشامل ـ كما يعبر عنها اليوم ـ سواء على صعيد العمل الفردي أو العمل الحكومي، والأنكى من ذلك أن يتم ذلك باسم الإسلام والصحوة. نقول هذا دون إن ننسى إن أميركا التي تدعي قيادة الحملة ضد الإرهاب هي التي مولت الإرهاب في مختلف الأماكن وخصوصاً الإرهاب الصهيوني، وهي تستخدم حملتها لفرض عولمتها المجنونة والمتوحشة ـ كما يعبر الكتاب الغربيون أنفسهم ـ([69]) على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ناقضة بذلك القوانين الدولية ومجامعها، وطارحة مفاهيم ونظريات خطيرة، ومن أخطرها فكرة (الحرب الاستباقية)، وفكرة (الثنائية؛ فإما أن تكون معنا أو فأنت إرهابي)، وغيرها.