وسياسييه وكتابه ومؤرخيه ومنظريه محذرة من يقظة العالم الإسلامي والبديل الحضاري الذي يقدمه الإسلام مما يقلص من نفوذ الغرب ويقلل من فرص تفوقه. وربما حاول بعض الكتاب الغربيين أن يدفعوا المسلمين إلى التسامح بعد اليأس من وجود قوة منافسة للغرب، وهنا تقول السيدة (هانتر) في حديثها عن مستقبل العلاقة بين الإسلام والغرب: إن إمكان ظهور ثقل مضاد اقتصادياً وسياسياً للغرب قابل للنمو، يوفر للدول الإسلامية حليفاً محتملاً ومصدر عون، قد يعزز ميولها التنافسية تجاه الغرب ويحثها على تحدي السياسة الغربية، وفي المقابل فإن فقدان هكذا ثقل مضاد من المرجح أن ينتج موقفاً إسلامياً أكثر تسامحاً)([65]). وهي في كتابها تؤكد على عنصر تسامح المسلمين وربما تلمح إلى لزوم انصراف المسلمين عن حالة المنافسة. الأعراض المرضية للصحوة والذي نركز عليه في هذا الحديث هو الأعراض السلبية الكثيرة التي ابتليت بها الصحوة الإسلامية والحركات التي تمثلها ـ ولو في بعض نشاطاتها ـ أملاً في ارتفاع الوعي بهذه الأخطار، ومن ثم العمل على التخلص منها، والسير على طريق الترشيد والتطوير والتأثير الأكبر في صنع غدها الواعد. ويمكننا أن نشير فيما يلي إلى بعضها: 1ـ التركيز في عملية تطبيق الشريعة على بعض الجوانب الحياتية ونسيان الجوانب الأخرى وهذه الحالة تُفضي إلى ترك انطباع سيّئ عن العملية وربما يفسح المجال لأعداء الصحوة كي يشهرّوا بها، بالإضافة إلى أن عملية التطبيق نفسها لن تؤتي عطاءها المطلوب إلا في حالة تطبيق باقي جوانب الشريعة. ويبدو ذلك واضحاً من خلال فهمنا للإسلام كأطروحة جامعة مترابطة تحقق توازناً وعدالة في إشباع الحاجات