(لقد قلت مراراً إن العالِم الذي يعمل خلافاً لشأن العلماء وتعاليم الإسلام ويتآمر علينا، إنه أشد من السافاك، بل هو سافاك معمَّم… إن لي نفوراً من الكثير منهم ولا أؤمن بالكثير منهم…).([46]) ويؤكد في كتابه (ولاية الفقيه)([47]) قائلاً: (إن ذلك الفقيه الذي يدخل في جهاز الظلَمة ويعود من حواشي البلاط ويطيعهم ليس أميناً ولا يمكن أن يحمل الأمانة الإلهية، والله وحده يعلم مدى المصائب والمحن التي صبها علماء السوء هؤلاء على الإسلام). وفي قبال ذلك يؤكد الإمام الخميني في أماكن كثيرة وبتأكيد شديد على قيام العلماء بواجباتهم في سبيل دفع عجلة الصحوة إلى الأمام: (لقد رأينا اُناساً كانت مجرد معاشرتهم وملاحظة سيرتهم تترك أثرها التنزيهي على الآخرين. إن عليكم أن تهذبوا أنفسكم إلى الحد الذي يترك سلوككم فيه وأخلاقكم وإعراضكم عن الدنيا أثره في إصلاح الناس، فيقتدون بكم، وتُعدّون أسوةً للأنام، وجنداً لله، لتستطيعوا أن تعرفوا الإسلام، والحكومة الإسلامية. لا أريدكم أن تتركوا التفقه، بل عليكم الدراسة المتواصلة بكل جدية، وأؤكد على هذه المسألة. لا تُخلوا الحوزات من الفقهاء، وما لم تتفقهوا فإنكم لن تستطيعوا أن تخدموا إسلامكم، إلا أن عليكم خلال دراستكم أن تعرّفوا الإسلام للناس). ويضيف: (إن تحـطيم الطاغوت ـ أي القوى السيـاسـية المنحرفة الحاكمة ـ في وطننا الإسلامي إنّما هو من واجباتنا).([48]) وقبل أكثر من خمسة عشر عاماً من نجاح الثورة، كان الإمام الخميني يؤكد هذه