تبعيين… إن الأجيال الآتية يجب أن تعلم بضرورة وحدة هذين المركزين، وإنّما يتم ذلك من خلال العلم والعمل. العلم والتهذيب، يشكلان جناحين لا يمكن الطيران بأحدهما فقط).([44]) وطبيعي أنه إذا تم الالتحام وقفت كل المجامع العلمية تسند القيادة علمياً وعملياً. وعندما حاول بعض المفكرين الجامعيين النيل من مكانة الفقهاء وذلك قبيل نجاح الثورة الإسلامية عاتبهم الإمام الخميني قائلاً: (لقد عمرتُ ثمانين عاماً وعشتُ ستين عاماً في الجامعات العلمية، ولي منذ حوالي ثلاثين عاماً اشتراك في مسيرة الأُمور الاجتماعية، وأمامي هذه العقود الأخيرة بكل حوادثها، ومعنى ذلك أنني لا أفتقر للخبرة في هذا المجال، ولذلك فإنني أعلن من خلال معلوماتي عن مسيرة الإسلام منذ الصدر الأول وحتى اليوم، أن الذين حفظوا المسيرة الدينية بكل أبعادها هم العلماء).([45]) العامل الثالث: قيام العلماء بواجباتهم وإدراكاً منه لدور العلماء نجده يتوجه إليهم ويذكّرهم بدورهم في عملية النهضة الاجتماعية ويعمل على نفي العناصر العميلة والتي يسميها بوعّاظ السلاطين، وهو مصطلح طرح من قبل على ألسنة بعض المفكرين الاجتماعيين إلا أنه كان معبراً عن روحية هذه الطبقة. وقد هاجمها الإمام الخميني بشدة وحذر الناس منها وطردها من المسيرة الاجتماعية. إنه يؤكد في حديثه لأهالي مدينة قم في أوائل عام 1980: