(على المسلمين أن ينهضوا، فهم منتصرون في نهاية المطاف وسينتصرون.. وإن أمريكا لن تستطيع أن تقف في قبال المسلمين).([18]) وهكذا نجده مطمئناً واثقاً بمستقبل الصحوة الإسلامية، ساعياً بكل قوة وبمنطق سليم لتعميق هذا الإيمان في نفوس أبنائه الثوار. ومن غريب الأمر أن الاستعمار حاول أن يتغافل عمق الصحوة الإسلامية، ومدى اتساعها، بل الأغرب من ذلك أن نجد بعض المنتمين إلى المدرسة الرجعية يحاولون جاهدين إنكار حدوث صحوة إسلامية مطلقاً.([19]) والإمام يعتبر هذه الغفلة الاستكبارية تغافلاً يجب على المسلمين أن يردوا عليه رداً عملياً. فهو يقول في جوابه على الرسالة التي وجهتها إليه المنظمات التحررية في أنحاء العالم والتي عقدت اجتماعها في الجزائر أوائل عام 1979 ما يلي: (إننا نعد عدم إدراك عمق النهضة الإسلامية في العصر الحاضر والجيل المعاصر أحد الأخطاء الكبرى للسيد كارتر وأمثاله، وإن على الشعوب الإسلامية ـ عبر وحدتها الإيمانية المستمدة من الله ـ أن تخرج هؤلاء من غفلتهم. فيا أيها المسلمون في أنحاء العالم ويا أيها المستضعفون الثائرون، ويا أيها البحر الإنساني اللامتناهي، انهضوا ودافعوا عن كيانكم الإسلامي والوطني).([20]) ولكن لم هذا التغافل والتجاهل؟ الحقيقة هي انه يستهدف أن لا تعي كل الجماهير حقيقة ما يحدث، وإلا فإن النهضة ستسري سريان العافية في العروق اليبيسة، والنار في الهشيم، وهو ما أصر الإمام الخميني على توضيحه أمام