حول هموم الثقافة والمواجهة والتغيير([161]) r التوحيد: يبدي المسؤولون وأجهزة الإعلام في الجمهورية الإسلامية منذ فترة اهتماماً واسع النطاق بالهجمة الثقافية الغربية ضد الإسلام. هل تعد هذه الهجمة ظاهرة جديدة في الصراع الإسلامي - الغربي؟ وما هي جذورها التاريخية؟ n أعتقد أن للمسألة جذوراً تاريخية كما قلتم. فالاستعمار وجه الكفر والعصيان الإنساني للحقيقة المعنوية في الكون، ولذا فالعمل الطاغوتي يتسم بطابع واحد عبر التاريخ. ولما كان الإنسان ذا جوانب مترابطة هي: (الجانب العقائدي، والجانب الاحساسي، والجانب السلوكي) فإن الطغيان استهدف كل هذه الجوانب لقتل الشخصية الإسلامية في الأُمة. وقد راح عبر التاريخ الطويل يزرع الشبهات تلو الشبهات في النفوس تجاه العقيدة والتصوّر الإسلامي، وهي شبهات تتدرج في التعقيد، كما استهدف الجانب الاحساسي العاطفي ليميت ذلك الشعور بالإخوة الإسلامية، ويحل محلّه الإحساس المحلي أو القطري أو القومي أو حتى الوطني الضيّق، بالإضافة إلى عمله على إيجاد جو من المادية السلوكية والعلمانية على شتى الصُّعد، ليتسنى له بالتالي قتل كلّ هذه الجوانب في شخصية الإنسان المسلم. ويمكنكم أن تجدوا لهذه