ديمقراطياً، وقابلاً للنمو اقتصاديا، ومستقراً سياسيا، ومتطوراً اجتماعيا، ومواكبا لأنظمة وقوانين السلوك الدولي([142]). كما أن هذه الأطراف تسعى إلى منع «صراع الحضارات» - في كل أشكاله المحتملة – من اضطراب داخلي متزايد بسبب النزاع بين الأقليات المسلمة والسكان الأصليين في الغرب، إلى حالة الاقتتال المتزايد عبر العالم الإسلامي، وما يترتب عليها من عدم الاستقرار والإرهاب([143]). وعليه يبدو أنه من الحكمة تشجيع عناصر من داخل المزيج الإسلامي تكون أكثر ملائمة مع السلام العالمي والمجتمع الدولي، وصديقة للديمقراطية والحداثة. ولكنه ليس من السهل دائماً التعرف على هذه العناصر بالشكل الصحيح وإيجاد الطرق المناسبة للتعاون معها([144]). إن الأزمة الحالية للإسلام لها مكونان رئيسيان هما: «قدرته على النمو، وعدم الاتصال مع الاتجاه السائد في العالم»([145]). لقد اتسم العالم الإسلامي بفترة طويلة من التراجع والوهن النسبي، وللخروج من هذه الحالة كان تبني الكثير من الحلول المختلفة، وذلك مثل القومية، والعروبة، والاشتراكية العربية، والثورة الإسلامية، ولكنها لم تنجح. وقد أدى ذلك إلى حالة من الإحباط والغضب. وفي نفس الوقت لم يستطع العالم الإسلامي مواكبة الثقافة العالمية المعاصرة، وهي حالة غير