والطريف أن نجد من الكتّاب الاوروبيين المحدثين من يعترف بأن الإسلام شكل العامل الخارجي للنهضة الاوروبية في القرن الخامس عشر الميلادي فليكن الغرب اليوم العامل الخارجي لنهضة العالم الإسلامي في القرن الخامس عشر الهجري! ([130]) وبينما كانت اوروبا تمر بظلمات القرون الوسطى (من القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر) كانت الارض الاخرى مشرقة بالاسلام، في الشرق بل في جزء من اوروبا - اي الاندلس - . وفي عام 1099 بدأت الحروب الصليبية وبتحريك من الكنيسة، وجرت فجائع يندى لها جبين الإنسانية. وهي وإن عبّرت عن حقد وتعصّب، ولكنها تعبّر عن تسرب الخوف الكبير للغرب من الإسلام الحضاري الزاحف، فليــس صحيحـاً ما تقـوله السيدة هانتر من ان الغرب بدأ يشعر بذلك منذ سقوط (غاليبولي) بيد الأتراك عام 1359م، بل سبق هذا الخوف الحروب الصليبية نفسها. وكان دخول الإسلام إلى الاندلس في عام 92–95هـ (711–714م) بدء الإشراقة في اوروبا لا في الاندلس فقط، ودام ثمانية قرون (حتى سقوط غرناطة عام 1492) لتبدأ معه النهضة الاوروبية، ورغم أن الإسلام خسر الاندلس فإنه اقام في افريقيا امبراطورية مالي وامبراطورية كادا في نفس القرن. وهكذا تداول الغرب والإسلام القوة والغلبة ويعتبر الاستاذ سمير سليمان([131]) ان الهجوم الغربي الثاني بدأ عام 1792م عند نزول نابليون الاسكندرية وتوالت الحملات وأهمها: ـ عام 1800 سيطرة الهولنديين على اندونيسيا.