المؤمن، ولا يُرَدُّ على القضاء، ولا تنمّى روح التحاسد والتباغض والتحاقد، ولا تُستخدم الألفاظ التي تمجّها الأخلاقية الإسلامية. وإنّما يعمل الإعلام الإسلامي على توفير البيئة الصالحة التي تتفتح فيها الفطرة عن طاقاتها المبدعة، وبالتالي: تسير بالإنسان نحو أهدافه الأصيلة. يقول القرآن الكريم واصفاً المؤمنين: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً * والذين يبيتون لربهم سُجَّداً وقياماً* والذين يقولون ربنا اصرف عنّا عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غراماً * إنّها ساءت مستقراً ومقاماً * والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً * والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مُهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حَسَناتٍ وكان الله غفوراً رحيماً * ومن تاب وعَمِلَ صالِحاً فإنَّهُ يَتوبُ إلى الله متاباً، والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراما * والذين إذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخرّوا عليها صماً وعمياناً، والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعينٍ واجعلنا للمتقين إماماً)([115]). تاسعاً: تنويع الأساليب الإعلامية: وهو في الواقع ـ مقتضى تطبيق مبدأي الحكمة، والموعظة الحسنة. والحديث عن تنوع الأساليب القرآنية بالذات حديث واسع، فالقرآن بأساليبه الرائعة استطاع أن يصوغ أُمة هي في طليعة البشر من شراذم متخلفة، كانت تتعثر خلف المسيرة البشرية، ويكفي هنا أن نشير ـ مثلاً ـ إلى روعة الاستفادة من أسلوب الجُمل المعترضة أو العبارات في الحديث لتحقيق الهدف المطلوب، وتبدو لنا هذه الروعة إذا تأملنا كلمة (سبحانه) في الآية الشريفة: