والخطوات القانونية التشريعية. وكلها تصب في الأهداف الماضية كما سنلاحظ. ولكن قبل بيان هذين القسمين يجب ان نلاحظ ان بعضهما قد يميل إلى جانب تنمية الإنتاج، والآخر إلى العدالة في التوزيع، ولكن لما كان الحقل الإنتاجي والحقل التوزيعي مترابطين بشكل رائع فقد آثرنا أن نقسمهما إلى خطوات إنتاجية وأخرى توزيعية. الإمام يمهد لتطبيق الأطروحة الاقتصادية تمهيداً نفسياً: ويمكننا ان نختار من تعليمات الإمام الأمور التالية: 1ـ العمل على تعميق العقيدة في النفوس بحيث يتحول الوجود الإنساني إلى وجود موحِّد مطيع لله تعالى مضحٍّ في سبيله بكل ما يملك. ونهج البلاغة مليء بمثل هذه التربية العقائدية. ومن الواضح ان العقيدة إذا تعمقت انبثقت منها مفاهيم اجتماعية رائعة لها تأثيرها الأكبر في مسير الحياة الاجتماعية، وتلك من مثل مفاهيم: (خلافة الإنسان لله) ومفهوم: (التحويل المالي للإنسان من قبل الله) و(مفهوم الأخوة الإسلامية) ومفهوم (الربح والخسارة في التصور الإسلامي) وغيرها. كما ان هذه الحقيقة والمفاهيم تترك آثارها في صياغة العواطف الإسلامية نحو المتقين والإخوة المؤمنين مما تمهد أكبر التمهيد لتطبيق التصور الإسلامي المذكور. والاندفاع نحو الإنفاق وهكذا يتم الربط بين الزهد والإنفاق. يقول للعلاء بن زياد الحارثي وقد رأى سعة داره: «ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا، وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج؟ وبلى ان شئت بلغت بها الآخرة، تقري فيها الضيف وتصلُ فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة. 2ـ ونهج البلاغة مليء أيضاً بالتعليمات التي تحقق للإنسان نظرة طريقية للجوانب المادية في هذه الحياة فـ «من أبصر بها بصَّرته، ومن أبصر إليها أعمته». 3ـ التأكيد على ذم الحياة المترفة التي لا تشعر بآلام المعوزين، وهكذا ذمِّ الإسراف