تَعدِلوا اعدِلوا هوَ أقربُ للتقوى)([87]). والشكر: يعني أظهار النعمة، والقيام بحقوقها، وتوجيهها الوجهة التي أرادها الله تعالى لها. ولذا كانت في كثير من المواضع في قبال الكفر وهو الستر. يقول تعالى على لسان سليمان: (هذا من فَضلِ ربي ليبلَوني أأشكُر أم أكفُر ومَن شَكَر فإنما يَشكُر لنفسهِ ومَن كَفَر فإنَّ ربي غني كريمٌ)([88]). ويقول تعالى: (ولَقد آتينا لُقمانَ الحِكمةَ أن اشكُر للهِ ومَن يَشكُرْ فإنما يَشكُرُ لنفسِهِ ومَنْ كَفَرَ فإنَّ اللهَ غنيٌ حميدٌ»)([89]). وقد اشرنا إلى ان الكفر ينصرف في المجال الاقتصادي ـ غالباً ـ إلى جانب الإنتاج. ويعني الشكر في قباله: العمل الإنتاجي الخير لإشباع متطلبات المجتمع. يقول تعالى: (وضَربَ اللهُ مثلا قريةِ كانت آمنةً مُطمئنةً يأتيها رِزقُها رَغداً من كلِ مكان فكَفَرت بأنعُمِ اللهِ فأذاقَها اللهِ لِباسَ الجوعِ والخوفِ بما كانوا يَصنعونَ)([90]). ومن هنا نستطيع أن نقول إن المشكلة التي يتصورها القرآن الكريم في كل الحياة الاجتماعية، ومنها الحياة الاقتصادية، هي مشكلة الكفر والظلم. يقول تعالى: (وسَخَّر لكُم الشمسَ والقَمرَ دائبينِ وسخَّر لَكُم الليلَ والنهارَ * وآتاكُم مِن كُلِ ما سأَلتُموه وإنْ تَعِدوا نعمةَ اللهِ لا تُحصوها إنَّ الإنسان لَظلومٌ كفَّار)([91]). وبطبيعة الحال فإن الإطار العام لواجبات الدولة الإسلامية عموماً هو نفي هذين العنصرين بما تستطيع. فهي في المجال الاقتصادي تعمل على تحقيق القدر الأكبر من شكر النعم الإلهية (التي لا تحصى) عبر توجيهها لصالح عباد الله وتحقيق السياسات الاقتصادية التي تقررها الشريعة الإسلامية، كما تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية في مجال التوزيع بالشكل الذي رسمته الشريعة أيضاً. (كلوا من رزقِ رَبَّكم واَشكروا لَه بلدةٌ طيبةٌ وربٌّ غفورٌ)([92]).