الدرس الرابع والثلاثون ملاحظات حول ملكيّة مصادر الإنتاج في الإسلام في الدروس الماضية تحدثنا عن نظريّة الإسلام في ملكيّة مصادر الإنتاج الأوليّة كالأرض والمعادن والأنهار. وهناك بعض الملاحظات التي ينبغي معرفتها بعد ملاحظة ما سبق هي: الملاحظة الأولى: مقارنة النظريّة الإسلامية بغيرها الملاحظ هو أنّ الرأسماليّة تمنح الفرد الحق في تملّك المصادر الطبيعيّة على أساس الحرية الاقتصادية التي لا تتعارض مع حرية الآخرين، بينما يرى الإسلام أنّ حقّه يرتبط بملكيّته لنتيجة عمله أو انتفاعه المباشر بالمصدر الطبيعي. وعليه فالحقوق الخاصة في الأرض مثلا تعتبر مظهراً من مظاهر النشاط الإنساني عند الإسلام. اما الماركسيّة فترى ان الملكية الخاصة بألوانها يجب ان تلغى بعد ان فقدت ما كان يبرّرها في المجتمع الرأسمالي مع الاعتراف بأنها أدت دوراً فيه، وتوضيح هذا هو: ان الماركسية ترى ان الثورة الطبيعية الخام ليست لها قيمة تبادلية وان كانت لها منافع استعمالية. ولا تكون ذات قيمة إلاّ بعد ان يتجسد فيها عمل بشري، ويكون العامل هو المالك لها لأنه خلق قيمتها، وقد رأينا ان الإسلام يجعله مالكاً، لا لأنه خلق قيمتها ـ أي قيمة المصدر الطبيعي ـ وإنّما لأنه خلق فرصة الانتفاع التي نتجت من عمله.