الحكومة. فهل هناك طبقة أُخرى غير طبقة البروليتاريا؟ وهل هناك رأسماليون في المجتمع الاشتراكي ليقوموا بالثورة الشيوعية مثلا؟ أما لو كان التحول تدريجياً فهذا يناقش بما يلي: أولا: أنه يناقض قوانين الديالكتيك نفسها والتي تؤكد على أن التغيرات الكيفية ليست تدريجية بل فجائية. الثانية: أنه لا ينسجم مع الواقع فكيف يمكن أن نتصور تنازل الحكومة في المجتمع الاشتراكي عن السلطة تدريجياً حتى تقضي على نفسها بنفسها في حين تتمسك كل حكومة في الأرض بمركزها غاية التمسك؟ بل إذ لاحظنا طبيعة الحكومة الديكتاتورية في العصر الاشتراكي أدركنا أن من غير الممكن أن تعمل هذه الديكتاتورية على تذويب سلطتها المطلقة. الاحتياج للسلطة على أي حال: وحتى لو فرضنا حدوث المعجزة الخيالية وتحقق (المجتمع الشيوعي) حيث كان كل فرد يعمل حسب طاقته ويأخذ حسب حاجته، حتى لو فرضنا كل ذلك فإن هذا المجتمع لابد وأن يكون في حاجة إلى سلطة تحدد حاجات الأفراد وتوفق بين الاحتـياجات المختلفة لو تزاحمت على سلعة واحدة، وتنظم العمل وتخطط للإنتاج العام. وهكذا نكتفي هنا بما قلناه في مناقشة الماركسية وقد قمنا بالخطوات التالية: 1ـ مناقشة نظرية المادية التاريخية على ضوء أسسها الفلسفية وهي: (المادية الفلسفية وقوانين الديالكتيك). 2ـ مناقشة المادية التاريخية على ضوء نفسها. 3ـ مناقشة عموم النظرية تارة من حيث نوعية الدليل الفلسفي أو السيكولوجي أو العلمي عليها، ومن حيث قبول المقياس الأعلى لصحة النظريات لها وأخيراً من حيث قدرتها على تجاوز بعض العقبات التي وضعناها في طريقها. 4ـ دراسة تصوراتها عن كل من: المجتمع الشيوعي البدائي والمجتمع العبودي، والمجتمع الإقطاعي والمجتمع الرأسمالي