الفلسفة، وكان يشكرني حتى آخر حياته) وكنت جالساً في غرفة أخرى فلم أر السيّد، بيد أني كنت أسمع حديثه إذ كان يقول: «لقد ألّف الشيخ الطوسي كلّ كتاب من كتبه الفقهية لهدف خاص، فألّف «النهاية» للوسط الشيعي أما «الخلاف» و«المبسوط» فقد ألفهما للوسط الإسلامي العام.» وكان يشرح هذا الموضوع. وشهدته مراراً ـ بعد حضوري درسه في قم ـ يُثني على الشيخ الطوسي، ويعبّر عن ودِّه للشيخ واهتمامه بشخصيته. لم أعهد من ذي قبل أن طالباً يافعاً مثلي يألف هذا اللون من التبحّر العلمي والفكر الإصلاحي الذي يدل على ذهنية وقّادة متفتّحة ومعلومات غزيرة ومن ثم قد أحدث كلامه وكلام غيره من الأساتذة الكبار بقم ثورة في فكري وأفكار الطلاب الآخرين، وهو ما سأتحدث عنه لاحقاً. عاد سيّدنا البروجردي إلى قم عند انقضاء شهر رمضان بعد إقامة صيفية مؤقتة قضاها في مشهد عام 1365هـ.