السفر إلى مشهد إنّ وفاة ابنته والآلام النفسية التي كان يعانيها أجبرته على السفر إلى مدينة مشهد المقدسة عام 1340 هـ والإقامة فيها لبضع شهور فلقى اهتماماً وعناية من لدن علماء المدينة وطلابها. واستطاع أن يشكل حلقة للتدريس. وأنس بكبار المدينة ووجهائها، ومنهم العارف المشهور الشيخ حسن علي الإصفهاني. نقل لي والدي: «أنّ السيّد كان يؤم المصلين في مسجد (گوهرشاد)، وكلّ من كان لا يأتمّ بأحد في الجماعة بعد المجتهد الشهير «الشيخ محمد تقي البجنوردي»، كان يحضر الصلاة خلفه. وكان يرتقي المنبر للوعظ بعد الصلاة فكنت أحضر مجلسه، علما أني لم أر ذلك مناسباً لشأنه فاخبرته به، لذلك ترك المنبر». ونتيجة لإصرار أهالي بروجرد، وتوالي الرسائل والبرقيات منهم، ومجيء عدد من كبارهم إليه، غادر مشهد آخر الأمر بالرغم من إصرار علماء مشهد عليه أن يبقى عندهم. وفي طريقه إلى بروجرد، مرّ بمدينة قم فاحتفى به علماؤها، ومنهم: المرجع الكبير آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم. واستقبلته الحوزة ـ التي كان عدد طلابها حينئذ زهاء الألفين ـ بحفاوة بالغة. وبناء على إصرار طلابها بدأ التدريس فيها. بيد أن الرسائل والبرقيـات انهمـرت عليه ـ ثانيـة ـ من بروجرد يطلبون منــه العـودة إلى بروجرد، فاضطر إلى ذلك وسط تأثر بالغ أبداه الطلاب في قم