مهدي الفتّوني، والشيخ محمد تقي الدورقي، وحضر أخيراً عند زوج عمته([19]) الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني، وبلغ درجة عالية من العلم والعمل، وحاز الكمالات النفسية ومكارم الأخلاق أوجها، وكان أحد النجوم المتألقة في عالم التشيع بعد الوحيد البهبهاني. سافر إلى مدينة مشهد المقدسة لزيارة الإمام الرضا عليه السلام سنة 1186 هـ، على أثر الطاعون الذى انتشر في كربلاء، فالتقى هناك العلامة الميرزا مهدي الخراساني الشهيد، جدّ آل الشهيدي في مشهد، وأحد التلامذة البارزين للوحيد البهبهاني، فأطلق عليه هذا العالم لقب (بحر العلوم) لغزارة علمه. ومن بركات السيّد بحر العلوم في سفره هذا، أن استبصر جماعة من الناس واعتنقوا مذهب أهل البيت عليهم السلام، ودخل عدد من اليهود في الدين الإسلامي، وله حكايات وكرامات ولاسيما بشأن اتصاله بالإمام المنتظر عليه السلام لا يستوعبها هذا الحديث الموجز. لازالت أسرة بحر العلوم من الأسر العلمية المحترمة والمعزّزة في النجف الأشرف، وغيرها من الحواضر. إنّ كريمة السيّد بحر العلوم هي عقيلة السيّد محمد المجاهد نجل السيّد علي صاحب كتاب (رياض المسائل) وعن هذا الطريق اتصل أسرة الطباطبائي القاطنة بكربلاء بهذه الأسرة فرع بروجرد، وهذا بعد ما كان بين الفرعين علاقة قديمة نسباً وسبباً كما مرّت بنا. توفي العلاّمة بحر العلوم سنة 1212 هـ بالنجف الأشرف ودفن